54 - رحلة إلى اليابان 3# - الراكب المجهول

الفصل 54 : رحلة إلى اليابان 3# - الراكب المجهول.

-------------------------------------------------

بعد أن غادرت (آيكو) الغرفة، خرج (أورين) أيضاً من هناك وتوجه مباشرة نحو الغرفة المجاورة وكان يقول في نفسه:

(غريب أطوار أم فتاة مثيرة؟ سيداتي سادتي ضعوا رهاناتكم.)

فقام بعقد أصابعه 🤞 وظل يردد بشكل سريع:

"فتاة مثيرة، فتاة مثيرة، فتاة مثيرة..."

وعندما فتح باب الغرفة وجد رجلاً يرتدي قميصاً أبيضاً عادي جدا مع سروال رياضي أسود ولديه بعض الحقائب الصغيرة هنا وهناك، فعندما تم فتح الباب نظر الإثنين إلى بعضهما البعض وكان (أورين) يسب ويلعن حظه في نفسه.

فدخل وأغلق الباب خلفه واقترب منه وقال وكان يتظاهر بالود:

"هــــــــاي يا صاح، لقد كنت أتسائل إن كنت قد-"

لكن الرجل قاطعه وقال بصوت منخفض وضعيف وكان لا ينظر إليه في عينيه:

"هل أنت شرطي؟"

استغرب (أورين) من ذلك السؤال فأجاب:

"مـ-ماذا؟ لا."

فسأله مرة أخرى:

"هل أنت متأكد؟"

فأجابه (أورين) وسأله هو الآخر بشكل عفوي:

"نعم. هل أنت.... عضو من أبناء عشتروت؟"

فقال له الرجل: "لا."

فسأله مرة أخرى:

"هل أنت متأكد؟"

فأجابه الرجل: "أجل."

ثم عم الصمت بينهما لوهلة حتى سأله (أورين):

"إذن... أنت لم تأتي هنا لكي تقتلني؟"

فأجابه الرجل وسأله هو الآخر بعدها:

"لا. وأنت لم تأتي هنا لكي تعتقلني؟

فأجابه (أورين): "لا."

وعم الصمت مجددا بينهما لوهلة، حتى رفع الرجل رأسه وهو يبتسم تدريجياً ونظر إلى (أورين) في عينيه مباشرة ورفع قبضة يده ليحييه بها وفعل (أورين) المثل وقال له الرجل:

"إذن نحن بخير، يا صديقي!"

وقال (أورين) وهو يضحك بعفوية:

"هــــاي يا رجل! لقد اعتقدت بأنك قاتل!"

استغرب الرجل وازدادت ضحكته ساخراً:

"أنا؟ لا يا رجل! أنا فقط تاجر!"

فأخرج بعدها من أحدى الحقائب صندوقاً فاخراً وعندما فتحه كان به العديد من المجوهرات والخواتم الذهبية والفضية فقال له:

"هل تريد شيئاً؟ لدي خواتم، مجوهرات، قلائد، ساعات، مانجا، ألعاب الفيديو، مخدرات.... كل شيء قد تمت سرقته حديثاً! وكل هذا بنصف الثمن!"

تفاجأ (أورين) قليلاً وأخد يفكر:

"نصف الثمن، هاه؟ هممممم... أظن بأنني سأشتري قلادة لـ(كارلا) فهي تستحقها. أعطني واحدة من تلك القلائد."

ابتسم الرجل التاجر قال:

"آآه، اختيار رائع يا رجل! هدية جميلة لإمرأة محظوظة!"

فدفع (أورين) ثمن ذلك وشكره ثم خرج من الغرفة مباشرة.

فتبقى لـ(أورين) الآن غرفة واحدة فقط وسيكون قد أنهى استطلاعه. عندما فتح باب الغرفة الأخيرة كان واقفا من جهة مائلة قليلاً فرأى سيقان عارية لفتاة سمراء تجلس لوحدها، وفي طريقه إلى الداخل أصبح سعيداً جداً بوجود فتاة مثيرة هناك وهو يقول:

"أحمم، مرحبا يا آنسة، هل أستطيع رؤية تذكرتك؟ أنا أبحث عن...."

حتى دخل ووجد الفتاة جالسة بوضعية جعلتها لم تنتبه له وهي تنظر عبر النافذة شاردة الذهن، فتوقف عن الكلام وهو مصدوم مما يراه.

(أوه اللعنة، لا بد من أنك تمزح معي.)

فاستدارت الفتاة منتبهة لصوته وعندما رأت ملامحه تحولت ملامحها إلى إنزعاج وقالت له:

"هممم... (أورين)؟"

فلم يستطع (أورين) قول شيء مما جعل الفتاة تقوم من مكانها وهي تبدو غاضبة فقالت له:

"ماذا تفعل هنا بحق الجحيم؟ هل أنت تطاردني؟"

كانت تلك الفتاة هي (ياسمين) زميلته في المدرسة، الفتاة الغنية المتكبرة التي يكرهها جداً، فقال لها بكل ثقة:

"أنا؟ أستطيع سؤالك نفسك الشيء."

فقالت له بطريقة أنثوية مهيمنة:

"أنا من سألت أولاً، عزيزي."

فتنهد (أورين) على حظه العاثر الذي جعله يلتقي بها هناك وقال:

"...أنا ذاهب في رحلة إلى اليابان لمدة أسبوع مع عائلتي."

كانت (ياسمين) وكأنها تشك في صحة كلامه وقالت له:

"اليابان؟ هل أنت متأكد من أنك تستطيع تحمل تكاليف ذلك؟"

فأجابها: "لم يكلفنا ذلك أي شيء ولكن... إنها قصة طويلة. ماذا عنك؟"

"نحن ذاهبان إلى المطار. سوف نسافر إلى باريس في طائرتنا الخاصة لأيام قليلة."

فقال لها (أورين) مستهزءًا:

"أووه أجل، لقد نسيت أنت فتاة ثرية وفاخرة. أنا متفاجئ من أنكِ ذاهبة إلى المطار عبر القطار مثل الفقيرة."

ظهر الإنزعاج عليها وقالت موافقة على كلامه:

"أعلم ذلك، والدي أصر عليّ بأن نستقل القطار، لا أعلم لماذا."

ارتبك (أورين) كثيراً حين سمع ذلك وبدأ يشعر بالخوف فسألها:

"و-والدك؟ هل والدك يوجد على هذا القطار؟"

أجابته مستغربة من ردة فعله:

"بالطبع، عزيزي. ومع من تظن أنني سأسافر؟"

كان (أورين) في نفسه يسب الوضع ويلعنه لأنه الآن في ورطة، (مولوخ) يطارده والقطار لا يستطيع التوقف الآن حتى يستطيع الفرار منه.

(أوه اللعنة، اللعنة، اللعنة... مولوخ هنا... على الأرجح أنه علم بشأن المسابقة ولا بد من أنه يبحث عني...)

فأكملت (ياسمين) كلامها إليه:

"ما خطبك أنت الآن؟"

تجاهل (أورين) (ياسمين) كلياً وتراجع قليلاً وأخرج رأسه من الباب حتى يرى إن كان (مولوخ) قريبا من هناك فصاحت به (ياسمين) غاضبة:

"هــاي! أيها الغبي! هل أنت تستمع إليّ؟ لا تتجاهلني!"

حين أخرج (أورين) رأسه، وجد بأن (مولوخ) يقف مع قاطعة التذاكر ويتحدث إليها بجانب الغرفة الأولى.

مولوخ: "إنه شخص طويل ونحيف، وشعره بني فاتح...."

قاطعة التذاكر: "لست متأكدة... آسفة سيدي، أنا لا أتذكر..."

(أورين) في غرفة (ياسمين) لا يزال ينظر إليه ويلعن حظه، فدخل إلى الغرفة وقال لها:

"إذا سأل والدك عن مكان وجودي، أخبريه بأنكِ لم ترَيني قط!"

تساءلت (ياسمين):

"ماذا؟ ولماذا سيسأل ذلك؟"

لكنه تجاهلها مرة أخرى وأخرج رأسه وهو يقول في نفسه:

(يجب أن أختبئ منه... يجب أن أختبئ في عربة أخرى...)

و(ياسمين) في الخلف أكثر انزعاجاً لتجاهله لها:

"هـــاي!! أنا أتحدث إليك يا رأس القضيب!!"

ظل يفكر في طريقة ما ليختبئ من (مولوخ) قبل أن يستدير ويراه، لكنه لم يستطع الذهاب إلى عربة أخرى، لذلك اختبئ في الغرفة المجاورة وأغلق الباب خلفه وظل يحدث نفسه.

(حسنا... كم تبقى من الوقت حتى نصل إلى المطار؟ ربما... 20 دقيقة؟ 20 دقيقة فقط، حسنا... سوف أنتظر هنا وإذا قام بفتح الباب سوف أرش عليه بالرذاذ.)

كان (أورين) مستديراً وينظر عبر النافذة وفي تلك اللحظة سمع صوت فتح الباب خلفه فاستسلم تماما وقال مع نفسه:

(أنا ميت.)

فاستدار بسرعة وصاح خائفاً:

"لا تـــقــتـ-"

لكن حظه قد كان جيدا هذه المرة، لأن من فتح الباب كانت (ياسمين) فصرخ عليها بغضب:

"(ياسمين)! ماذا تريدين بحق الجحيم؟!"

فكانت تسخر منه قائلة:

"ممن أنت مختبئ؟ من والدي؟ هل يخيفك؟ هاهاهاها. لم أخبره بما فعلناه في المكتب تلك المرة، إن كان هذا الذي جعلك قلقاً."

"لا ليس ذلك! حسنا، أجل، أنا مختبئ من والدك، ولكن.... لسبب آخر. لن تستطيعي فهمي."

فقالت له: "حسنا، إذا كان دماغك الصغير يستطيع فهم شيء ما، فأنا متأكدة من أن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على ذلك أيضاً."

تنهد (أورين) وقال لها بانزعاج شديد:

"تشه... اخرسي أيتها العاهرة اللعينة. اذهبي وانبحي في مكان آخر."

شعرت (ياسمين) بالغضب تجاهه اقتربت منه وقالت:

"ماذا قلت لي يا أيها الوغد اللعين؟"

فقال بها ببطئ: "لقد قلت: اخـــرســـي أيـــتـــها الــــعــــاهـــرة."

"هل أنت تعلم حتى مع من تتكلم؟ أستطيع تدمير حياتك، أتعلم هذا؟ يستطيع والدي طرد والدك من مكان عمله. يمكننا جعلكم مفلسين تماما!"

لكن (أورين) لم يدعها تقول ما تريد فأجابها:

"ربما قد تعمل هذه التهديدات على أصدقائك المتملقين المزيفين، أما بالنسبة لي، فيمكنك نسيان ذلك."

لم تستطع (ياسمين) تقبل أن هناك شخص ما يستطيع التحدث معها بتلك الطريقة، فاقتربت منه أكثر وأخرجت صوتاً خشنا بسبب غضبها الشديد وصاحت عليه:

"اخرس!!!"

فرد عليها أيضاً بنفس الطريقة: "انصرفي!"

"مغفل!"

"عاهرة!"

"غبي، أحمق!"

"زبابة!"

لكن شيئاً غير متوقع قد حصل، فبعد أن انغمس الإثنان في سب بعضهما البعض بمختلف أنواع السب والشتم، قامت (ياسمين) بردة فعل غير متوقعة. حيث ارتمت في أحضان (أورين) وقامت بتقبيله في شفتيه لفترة مطولة قليلاً. فلم يفهم (أورين) ماخطبها وكان مستغرباً بشدة من فعلتها.

إلى أن سمِعاَ أحدهم يطرق باب الغرفة، حيث كان والدها يحمل مسدساً وهو في وضعية استعداد لإطلاق النار لأنه عندما أراد فتح الباب وجده مقفولاً من الداخل.

"(ياسمين)! هل أنت بالداخل؟ الباب مسدود!"

فأجابته وهي مفزوعة:

"أ-أبي؟ أ-أجل! أنا... آهمم... أجرب ارتداء زيّي جديد! لا تدخل!"

فقال لها وهو لا يزال قلقاً:

"حقاً؟ الآن؟ لقد جعلتني أقلق للحظة..."

فاعتذرت له وقال لها:

"حسنا، فقط أسرعي. سوف أنتظرك في آخر العربة."

"آهمم... حسنا أبي!"

اختفى حضور والد (ياسمين)، وابتعدت عن (أورين) مشياً إلى الوراء نحو الباب، وقالت له:

"حسنا، سوف ننهي ما بدأناه هنا... سوف أراك في الأسبوع القادم... استمتع بعطلتك أيها الوغد..."

ثم خرجت من الغرفة، و(أورين) لا يزال غير مستوعب لما حصل للتو:

(أنا... أنا لا افهم ماذا حدث هنا، ولكن من الأفضل ألّا أفكر كثيرا في ذلك... سوف أنتظر هنا حتى نقترب من وجهتنا، من باب الإحتياط...)

**

بعد مرور بضعة دقائق...

(همممم... حسنا، لقد اقتربنا. يجب أن أعود إلى الفتيات...)

خرج (أورين) من الغرفة بحذر شديد وألقى نظرة على الغرف المجاورة ووجدها فارغة فاستغرب من ذلك.

حتى سمع خلف رأسه مباشرة صوت تعمير المسدس وصوت يكلمه قائلاً:

"لا تتحرك.... لا تفكر بالصراخ واستدر ببطئ شديد..."

بدأ (أورين) يتعرق بشدة وأصبح خائفاً للغاية.

(أوه اللعنة... أوه اللعنة، أوه اللعنة، أوه اللعنة. لقد انتهيت...مـ-ماذا يمكنني فعله الآن؟ فكر في شيء ما يا أورين....... لدي رذاذ فقدان الذاكرة في جيبي، ولكن إن حاولت الوصول إليه فسوف يطلق عليّ النار....)

انزعج (مولوخ) من عدم سماع (أورين) لكلامه فصاح عليه:

"ألم تسمع ما قلته للتو؟! استدر!"

فاستدار (أورين) ببطئ كما أمره، ورأى (مولوخ) أمامه وكان قريباً جدا منه، وهو يشهر مسدسه على جبهته مباشرة، فضحك (مولوخ) وقال:

"هاها.. وأخيراً لقد وجدتك أيها الوغد. هل اعتقدت حقاً بأنه يمكنك التذاكي عليّ؟ التذاكي على أبناء عشتروت؟ لا أحد يستطيع هزيمة (عشتروت). لا أحــد! لقد تجرأت على دخول المعبد، وتجرأت على التحقيق بشأننا، وتجرأت على القدوم إلى منزلي! الآن سوف تدفع ثمن ذلك بحياتك."

يتبع..

2022/05/09 · 83 مشاهدة · 1452 كلمة
نادي الروايات - 2024